في السنوات الأخيرة، أصبحت حقن إذابة الدهون واحدة من أكثر الإجراءات التجميلية غير الجراحية طلبًا بين الرجال والنساء، وذلك بفضل قدرتها على نحت الجسم والتخلص من التراكمات الدهنية العنيدة دون الحاجة إلى عمليات شفط الدهون التقليدية. ومع ذلك، فإن هذه التقنية ليست مناسبة للجميع، بل هناك فئات محددة تعتبر "مثالية" للحصول على نتائج مبهرة من جلسات إذابة الدهون بالحقن. في هذا المقال، سنتعرف بالتفصيل على الحالات التي تناسبها هذه الحقن، ومتى تكون هي الخيار الأفضل للحصول على قوام متناسق ومشدود.

ما هي حقن إذابة الدهون؟

حقن إذابة الدهون هي تقنية تجميلية تعتمد على حقن مواد فعالة في طبقات محددة من الجلد تعمل على تفتيت الخلايا الدهنية وتحويلها إلى أحماض دهنية يتم التخلص منها عبر الجهاز اللمفاوي بشكل طبيعي.
تُستخدم هذه التقنية في مناطق محددة مثل البطن، الذقن المزدوج، الذراعين، الفخذين، والخصر، وغالبًا ما يُلجأ إليها عندما تفشل التمارين الرياضية والأنظمة الغذائية في إزالة الدهون الموضعية الصغيرة.

تتميز هذه التقنية بأنها غير مؤلمة نسبيًا، لا تتطلب فترة نقاهة طويلة، وتمنح نتائج تدريجية وطبيعية، مما يجعلها خيارًا جذابًا للعديد من الأشخاص الذين يبحثون عن تحسين مظهرهم دون تدخل جراحي.

كيف تعمل حقن إذابة الدهون على الجسم؟

تحتوي الحقن على مركبات مثل "ديأوكسي كوليك أسيد" أو مواد طبيعية مستخلصة من فول الصويا، وهي تعمل على تكسير جدران الخلايا الدهنية، مما يؤدي إلى تفتيتها تدريجيًا.
بعد تكسير الدهون، يتولى الجسم مهمة التخلص منها بشكل طبيعي عبر الكبد والجهاز اللمفاوي.
وخلال الأسابيع التالية للجلسة، تبدأ المنطقة المحقونة في الانكماش والظهور بمظهر أكثر شدًا وتناسقًا.

تُعتبر النتائج تدريجية، وتحتاج معظم الحالات إلى عدة جلسات (عادة بين 2 إلى 6 جلسات) حسب كمية الدهون وموقعها.

من هم الأشخاص الأنسب لإجراء حقن إذابة الدهون؟

ليست كل حالة تصلح لهذا الإجراء، فحقن إذابة الدهون مصممة خصيصًا لفئات معينة من الناس، وهم:

1. الأشخاص الذين يعانون من دهون موضعية صغيرة أو متوسطة الحجم

أفضل المرشحين لهذه الحقن هم من لديهم تراكمات دهنية محددة في مناطق مثل البطن، الذقن، الذراعين، أو الفخذين، والتي لا تستجيب بسهولة للرياضة أو الحميات الغذائية.
فإذا كنت قريبًا من وزنك المثالي ولكن لديك منطقة معينة تزعجك بسبب الدهون الزائدة، فهذه التقنية قد تكون مثالية لك.

2. من يتمتعون بوزن مستقر ولا يعانون من السمنة

حقن إذابة الدهون ليست وسيلة لإنقاص الوزن، بل هي وسيلة لتنسيق القوام وتحسين الشكل العام.
لذلك فهي لا تناسب من يعانون من السمنة المفرطة أو من يسعون إلى فقدان كميات كبيرة من الوزن.
يُفضل أن يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) ضمن النطاق الطبيعي، لأن وجود كميات كبيرة من الدهون يقلل من فعالية العلاج.

3. الأشخاص الذين لديهم بشرة مرنة وقابلة للشد

مرونة الجلد تلعب دورًا أساسيًا في نجاح جلسات إذابة الدهون.
فعندما يتم إذابة الدهون من منطقة معينة، يجب أن تكون البشرة قادرة على الانكماش لتظهر بمظهر مشدود ومتناسق.
الأشخاص الأصغر سنًا أو الذين يتمتعون ببشرة مرنة يحصلون عادةً على نتائج أفضل وأسرع.

4. من يرغبون في تجنب الجراحة

الكثير من الأشخاص يخشون فكرة العمليات الجراحية أو فترة التعافي الطويلة بعدها، لذلك تعتبر حقن إذابة الدهون خيارًا مثاليًا لهم.
فهي إجراء بسيط لا يتطلب تخديرًا عامًا، ويمكن العودة إلى الحياة اليومية مباشرة بعد الجلسة.
كما أنها لا تترك ندبات أو آثارًا واضحة، وتُجرى خلال فترة قصيرة لا تتجاوز نصف الساعة.

5. من يبحثون عن تحسين مظهر الوجه والرقبة

حقن إذابة الدهون ليست مقتصرة على الجسم فقط، بل يمكن استخدامها في منطقة الذقن المزدوج أو الفك السفلي لإعادة تحديد ملامح الوجه وإبراز الخط الفاصل بين الرقبة والوجه.
وتُعد هذه المناطق من أكثر الأماكن التي تُظهر نتائج سريعة وملحوظة بعد الجلسات.

6. من يلتزمون بنمط حياة صحي بعد العلاج

حتى يحصل الشخص على نتائج طويلة الأمد، يجب أن يلتزم بعد الحقن باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام.
فالأشخاص الذين يهملون هذه الجوانب قد يلاحظون عودة الدهون بعد فترة من الزمن، لأن الحقن لا تمنع تكوّن خلايا دهنية جديدة.
لذلك فإن الحقن تناسب أكثر من لديهم استعداد للحفاظ على نتائجهم بنمط حياة صحي.

من لا تناسبهم حقن إذابة الدهون؟

رغم أن هذه التقنية آمنة وفعّالة لمعظم الناس، إلا أن هناك بعض الحالات التي يُنصح فيها بتجنبها، مثل:

• النساء الحوامل أو المرضعات.

• من يعانون من أمراض الكبد أو الكلى.

• من لديهم التهابات أو جروح في المنطقة المراد علاجها.

• الأشخاص الذين لديهم ترهل شديد في الجلد، إذ قد يحتاجون إلى شد الجلد أولًا قبل الخضوع للحقن.

• من يعانون من أمراض مناعية أو حساسية شديدة تجاه مكونات الحقن.

من الضروري دائمًا استشارة الطبيب المختص قبل اتخاذ القرار، حيث يقوم الطبيب بتقييم الحالة بدقة لتحديد مدى ملاءمتها للإجراء.

كيف يتم التحضير لجلسة حقن إذابة الدهون؟

قبل البدء في العلاج، يجري الطبيب تقييمًا شاملاً للمريض، يشمل:

• فحص المنطقة المراد علاجها.

• مراجعة التاريخ الصحي وأي أدوية مستخدمة.

• تحديد عدد الجلسات والجرعة المناسبة.

لا يتطلب الإجراء تحضيرات معقدة، لكن يُفضل تجنب تناول الأدوية المميعة للدم قبل الجلسة بعدة أيام لتقليل احتمالية حدوث كدمات خفيفة.

ماذا بعد الجلسة؟

بعد الجلسة، يمكن للمريض العودة إلى حياته اليومية بشكل طبيعي، مع اتباع بعض النصائح البسيطة مثل:

• تجنب التدليك المفرط للمنطقة المعالجة لمدة يومين.

• شرب كميات كافية من الماء.

• الامتناع عن الأنشطة الرياضية الشاقة ليومين على الأقل.

• تجنب التعرض المباشر للحرارة العالية مثل الساونا.

قد تظهر كدمات خفيفة أو تورم بسيط يختفي خلال أيام قليلة، وهي أعراض طبيعية تدل على أن الجسم بدأ في التخلص من الدهون المذابة.

متى تظهر النتائج النهائية؟

النتائج تبدأ عادة بالظهور تدريجيًا بعد 3 إلى 4 أسابيع من الجلسة الأولى، وتستمر بالتحسن مع مرور الوقت.
في بعض الحالات، يحتاج الشخص إلى أكثر من جلسة للحصول على النتيجة المثالية، ويحدد الطبيب ذلك بناءً على استجابة الجسم.

الخلاصة

حقن إذابة الدهون هي حل فعّال وآمن للأشخاص الذين يسعون للتخلص من الدهون الموضعية دون الخضوع لجراحة.
لكنها ليست وسيلة لخسارة الوزن العام، بل لتشكيل الجسم وتحسين مظهره الطبيعي.
المرشح المثالي هو من يتمتع بوزن قريب من المثالي، ولديه بشرة مرنة، ويتبنى أسلوب حياة صحي للحفاظ على النتائج على المدى الطويل.

وإذا كنت تتساءل عما إذا كنت من الفئات المناسبة لهذا الإجراء، يمكنك زيارة عيادة تجميل دبي، حيث يقدم الأطباء هناك استشارات دقيقة وخطط علاجية متكاملة لمساعدتك في الوصول إلى الشكل الذي تحلمين به بأمان واحترافية عالية.